Tuesday, August 28, 2007

اللطف لايعني الانهزامية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كانت لطيفة، رقيقة، عاقلةً، صوتها لا يسمع إلا بكلمات لها معنى وفيها عمق, حساسة، بضع كلمات يمكن أن تحول يومها إلى نهار مليء بالتحليلات التي تصل بها إلى ذاتها. تقدم التنازلات دون أن تُطلب منها، يكفي أن تشعر بأن تنازلها سوف ينقذ موقفا أو لحظة شجار حتى تبادر به عن طيب نفس. كانت قوية، عندما تصمم على الحصول على شيء تتفانى لتحصل عليه باقتدار، فإن لم تستطع كانت تجد لنفسها كل الأعذار حتى تتقبل خسارته. لديها قدرة على استقبال أي هزيمة بصدر هادئ لا يوغره الندم. كانت هادئة تطمح دومًا إلى الكمال. تنزعج لأبسط كذبة لأنها ترى الكذب إهانة لثقتها في الآخرين التي كانت تضعها بسهولة إيمانا منها بأنه يجب أن يغلب ظنها الحسن قوة أي شكوك سلبية. قد تفرض على نفسها ضغوطا كثيرة لأنها ترى أن ذلك جزء من واجبها في إسعاد من تحب . غالبًا لم تكن تقول ما تريد خوفًا من جرح الآخرين. وعندما يؤذيها أحد تستطيع أن تكبت غضبها وتتصرف باتزان غير أن بركانًا من الألم يغلي داخلها. تنتقد نفسها بقسوة حتى تظل قادرة على تجنب انتقاد الآخرين. الثقة الزائدة التي توليها لمن تتعامل معه يمكن أن تستغل بسهولة، فهي تتوقع سلفًا أن من يتعامل معها يجب أن يكون بنفس مستوى صدقها. مجتهدة غالبًا في تعلم كل جديد يجعل روحها قادرة على عطاء أكبر. تسعد حينما تشعر بنصر صغير، ولا تنتظر من الانتصارات الكبيرة أن تكون هي مقياس نجاحها . تقترب دومًا من الحد الأقصى لأحلامها. تتنازل برضا إن لزم الأمر، لكنها تكره الظلم بكل صوره وتقف أمامه ولاتقبله وتفعل ما تستطيع لتغير وضعًا قد يفرض عليها استسلامًا . يحبها الآخرون بسهولة ، اجتماعية بحذر لأنها تحب أن تنتقي رفقة مميزة تعبر عنها . يستبعد أن تهين أي شخص ، صبورة لحد أنها يمكن أن تتجنب إلقاء اللوم أو تصويب خطأ بدر من الطرف الآخر حتى لو كان هذا الخطأ حقيقيًا أوسيثبت لها حقًا خوفًا من أن تجرح مشاعره .
هذه الشخصية هل تعرفت عليها عزيزي القارئ ؟
إنها الشخصية (اللطيفة جدا) التي يتهمونها بالانهزامية حينما تدعي الهدوء وهي غاضبة, وبالسلبية حينما تحاول القيام بأمور فوق طاقتها لأنها لاتعرف متى تقول لا, وبعدم الوضوح لأنها حينما تغضب لاتحاول إيضاح أسباب غضبها بل تلجأ لكبته, عوضًا عن ذلك ليس لديها قدرة على قول الحقيقة خوفًا من خسران الحب الذي يصل شريان حياتها بالدماء اللازمة لتعيش في دفء حب الآخرين.
ورغم أننا لا نختلف على أن اللطف جزء من أخلاق الانسان الراقي غير أن الافراط فيه قد يورث صاحبه الكثير من الصدمات في حياته, وربما ضاعت حقوقه في أمور أساسية, بل إن ضياع هذه الحقوق لن يشفع له في مكانة أكبر يحوزها في قلوب من تفانى في الإخلاص لهم لأن التفاني لايعطيه الحق في لومهم على ضياع حقوقه التي قام هو بالتفريط فيها.
فإن كنت أنت هذا الشخص واكتشفت في لحظة صدق مع نفسك التأثير السلبي لإفراطك في إظهار هذا اللطف على حياتك وقراراتك فعليك أن تدرك عدة أمور:
*لاتطل لوم نفسك، ولا تبالغ في تخطيئها، ولاتترك ذلك الشعور يؤلمك كثيرًا حتى وإن اكتشفته متأخرًا.
* لا تعتقد أن حصولك على حقك يعني أنك أصبحت فظًا غليظ القلب بل فطنًا سيحترمه الآخرون.
* لتعلم أن هذه المشاعر المتناقضة تنشأ نتيجة نوع من التربية قد يمر به كل منا في حياته منذ الطفولة، لذلك لا تشعر بالاستياء لأنك ظللت فترة طويلة تمارس ما اعتقدته الأفضل لاكتساب قلوب الآخرين ولم تفز سوى بلقب (الطيب، اللطيف) الذي لم تجن منه سوى استغلال أكبر ... لماذا؟ لأن ما نعيشه مهما حاولنا فلسفته هو خلاصة لما عشناه من أول لحظة في حياتنا.
* تذكر أنك بجانب بعض الخسارات فزت بنفسك أولا وتلك الذات النقية يمكنها أن تعيد تشكيل نفسها بحيث تعي أن اللطف لايعني أن نسمح للآخرين بمحاصرة حقوقنا أو حتى تسميتها لنا لأننا أقدر على الحفاظ عليها، وإن تطلب الأمر تجاوز هذه الرقة في التعامل ، فحتما سيعلمك لطفك كيف تطلبها باحترام دون أن تؤذي أحدًا.
* تذكرأن لحظة الاكتشاف مهما تأخرت هي وقتك الملائم للتغيير، وهي ممكنة طالما كان هناك وعي بتأثيرها.
* البداية في التغيير قد تكون أسهل باستشارة صديق، أو أخ أو شخص تثق في قدرته على الحكم على الأمور. ولعلنا نتساءل لماذا نجتهد في فهم ذواتنا كل هذا الجهد ؟ والإجابة لن تكون أجمل من أن يقال إن القيمة الحقيقة للحياة تكمن في دورنا فيها وهذا الدور يستحق العناء لأننا صُنّاعه..

12 comments:

Anonymous said...

simply me...

Anonymous said...

ما أروع شخصية مثل هذه...ولكن هل يوجد فى هذا الزمان مثل هذه الشخصية..من الممكن ان نلقى شخصيات بها جزء من هذا الصفات ولكن ليست هذه الشخصية كما وصفتى
ممكن تقولى ان نظرتى متشائمة ولكن التعرض الكثير للصدمات ممن تثقى بهم فهذا يولد شىء من عدم الثقة بالاخرين

Ahmed Essawy said...

كلام يزيد الامل في الحياه ...
عندما يري المرء مثل هذه الافراد يشعر بأن الدنيا لا زالت بخير .
فمن الصعب ان يري الفرد منا اشخاص كهذه و ان كانت موجوده لكثرة الصدمات التي يتعرض لها المرء ممن حوله ...
فلا اعتقد وجود شخص يقرأ هذا التعليق حاليا الا و قد تعرض لصدمه...من شخص مقرب له ...
==
اري في نفسي عدد لا بأس منه هذه الصفات و هذا ما دفعني الي القيام بالتعليق هنا .
صراحةً ..انا لم ار في حياتي ...اكتر من عشرون عاماً ... لاقيت فيها كثير من الجوه ...الا شخصين مما يتسمون بهذا اللطف المزمن ..
هذا النوع من الاشخاص يستضعفها الناس ... ظنا منهم انهم ضعفاء ..ولا خوف من امثالهم ..
هذا الشخصيه موجوده من قديم الازل المسماه بالمصري البلدي "طيب لدرجه الهبل".
و لكن بصفتي واحد من هؤلاء ... فانا لطيف ... طيب و لكن لست بالاهبل ..
انا افعل ذلك بمحض ارادتي ...لاقتناعي بما افعل ...
فالإسلام يَحُثُّ أتباعه على حسن الخلق، وحسن القول، والتلفظ بالألفاظ الطيبة،و ان يكون سفير حسن لدينه ؛ قوي لا يغضب ... والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن فاحشًا ولا طعانًا، ولا بذئيًا. والقرآن الكريم يقول: "وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، ويقول أيضاً: "يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُوْلُوا قَوْلاً سَدِيْدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ…."، وعليه فإن المسلم الملتزم لا يقوم بفعل يُحْسَب عليه . و يقول الرسول "ليس الشديد بالصرعه انما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب" .
لذا فمثل هذه الشخصيه يظهرون امام الناس بهذا الشكل ... ظنا من الباقي انهم الاضعف ....
حدثيا ...
لاقيت نفسي احصد ثمار هذه الخصال .... و قد حصدت من الطيب الكثير و لكني في نفس الوقت حصدت نفسي ايضا العديد من الثمر الخبيث و ما يزيد الطين بله انه .. من اقرباء او اصدقاء مقربين لي ...لانهم عرفوا و درسو جيداً نقاط ضعفي ...

حاولت مراراً ان اعدل من شخصيتي ... حاولت ان اكون مثل هؤلاء الناس ... كنت افعل ذلك و في حلقي غصه ان الامر آل إلي ما آلي اليه ... و لكن دون جدوي ... فقد كنت اري ان هذا التغير يجعلني بالشرير ...لان التغير يوجهني للاسوأ .....

هذه الشخصيه تذكرت بعض الاحاديث و اهملت الاخر ...
اليس الرسول هو من قال المؤمن كيس فطن .... لم يقول صلي الله عليه و سلم "كيس قطن" ( نسيج سهل يباع و يشتري فيه ) ...
اليس الرسول هو من قال لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ؟؟؟
قال الامام النووي فيما معناه ان المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يستغفل ... فيُخدع مرة بعد الاخرى ..ولا يفطن لذلك ..

نعم فهذه الشخصيه و ان اكثر محاسنها و عظمت قوتها التي تراها في افعالها ... ستزداد عظمتها و نسموا اكثر ان تمسكت بالجانب الاخر ..

Anonymous said...

منقول من جريده اليوم السعوديه
بواسطه الهام احمد
عدد 12303 صفحة الرأي

الثلاثاء 1428-02-02 هـ 2007-02-20

Mai_3ssam said...

@anonymous , ??

No comment

Mai_3ssam said...

@Ahmed Essawy

Thnx ya Ahmed ur right (Y) Gazak allaho 5ayrn

Mai_3ssam said...

@ anonymous

أكيد طبعا أن مش أنا اللي كتباه أعتقد أني أسلوبي في الكلام معروف انا بتكلم يا عربي عادي يا فرانكو ماليش انا في الفصحى. وأنا جبت المقالة دي من موقع عمرو خالد و كذا مرة قبل كدة حطيت مواضيع مش أنا اللي كتباها عادي يعني. مش عارفة معنى الكومنت دة أيه الصراحة يلة مش مشكلة.

Mai_3ssam said...

@ anonymous 2

أه نسيت أقول شكرا على الكومنت

Zo0oZ said...

السلام عليكم

مقال جميل يا ميووك .. اكتر حاجات عجبتني منه هي
--------
*لاتطل لوم نفسك، ولا تبالغ في تخطيئها، ولاتترك ذلك الشعور يؤلمك كثيرًا حتى وإن اكتشفته متأخرًا.

* لتعلم أن هذه المشاعر المتناقضة تنشأ نتيجة نوع من التربية قد يمر به كل منا في حياته منذ الطفولة، لذلك لا تشعر بالاستياء لأنك ظللت فترة طويلة تمارس ما اعتقدته الأفضل لاكتساب قلوب الآخرين ولم تفز سوى بلقب (الطيب، اللطيف) الذي لم تجن منه سوى استغلال أكبر

* تذكر أنك بجانب بعض الخسارات فزت بنفسك أولا وتلك الذات النقية يمكنها أن تعيد تشكيل نفسها

* تذكرأن لحظة الاكتشاف مهما تأخرت هي وقتك الملائم للتغيير، وهي ممكنة طالما كان هناك وعي بتأثيرها
-------

الشخصيه الموصوفه في المقال صعب تعيش في حياتنا الايام دي .. و قليل تلاقيها برغم انه ممكن تكون موجوده كتير في ناس حوالينا .. لكن اغلبهم بيخبي كل الصفات الطيبه دي جواهم .. يمكن خوف من وصف الناس لهم بالعبط .. أو حب للتظاهر بالقوه لاتقاء شرور الناس .. او غيرها

لكن في النهايه - و من الافضل - انه الشخصيه اللي زي دي تفضل ثابته على مبدأها مهما كانت التغيرات حواليها .. بالعكس .. تثبت و يبتدي التغيير منها للي حواليها .. و تكون عارفه انها ماشيه على الخطى اللي الله رسمها لنا في حياتنا و انها الصح

جايز تنجرح في بعض الاوقات لكن ربنا دايما بيحميها من حاجات اكبر كان ممكن تصيبها بمشيئته سبحانه و تعالى و حماها منها لطيبة أعمالها و نواياها

تعيش في الدنيا و تكسب الاخره .. أفضل بكتير من انه الدنيا تعيشها و ترضي الناس و في الاخر تخسر الدنيا و الاخره

Anonymous said...

ana 22sod 2n lazem zekr al msdr , l2n da 7d we gohd wa7d te3b feh , ana mosh 22sod 2day2k .

Anonymous said...

hi mai i just wana ask u
are u graduated from ITI in 7/2008
are u mai essam el dine mohamed ? u were in database department? if you are? please contact me it is very very important!!
this my contact
dr_a_hegab@yahoo.com
again please send me an email to confirm
thanks

Anonymous said...

I originally set up my iPhone on my stand-alone computer. I would like to add it to my lap-top and also have the information backed up on my lap-top. Can this be done? Or is my backup only on the original computer?



________________
[url=http://unlockiphone22.com]unlock iphone[/url]